معنى قوله تعالى : [ ولكل قومٍ هادٍ ]
________________________________________
عنوان الفتوى
معنى قوله تعالى : [ ولكل قومٍ هادٍ ]
المفتي د.محمد بن عبد الله الخضير
السؤال
محمد بن عبد الله الخضيري
هذه فتوى جديدة نرجوا من فضيلتكم الرد عليها وهو أنه يسأل أحد الرافضة ويقول
( قال الله عز وجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ـ يونس 35 ـ
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) ـ الرعد 7 ـ
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو المنذر ولكل زمان هاد يهدي إلى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فمن هو هذا الهادي الذي بين القرآن الكريم بأنه الهادي لأهل زمانه من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ،
وهل صحيح أنَّ الرافضة يمكن أنهم يضعوا الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فتوضيح الآية لك أخي السائل الكريم كما قاله أهل العلم – رحمهم الله – أنَّ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من وظائفه التي بعث من أجلها هي مهمة النذارة وهي التخويف من عذاب الرب تبارك وتعالى ، و البشارة لمن أطاع الرب و اتقاه .
و تنوعت عبارات المفسرين – رحمهم الله – في بيان قوله تعالى :
" ولكل قوم هاد " وهذا هو من باب اختلاف التنوع فكل هذه التفسيرات والأقوال صحيحة ؛ إذ لا تعارض بينها .و قد بين ابن تيمية – رحمه الله - أن غالب ما ينقل عن السلف في التفسير راجع إلى اختلاف التنوع ، وليس اختلاف التضاد ، وذلك كأن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه ، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد في المسمى .وذلك مثل اختلافهم حول تفسير ( الصراط المستقيم ) ، فبعضهم قال : هو إتباع القرآن ، وبعضهم قال : هو الإسلام ، فهذان القولان الاختلاف فيهما اختلاف تنوع ؛ لأن دين الإسلام هو إتباع القرآن .
وكذلك الحال بالنسبة للآية التي سألتَ عنها – أخي الكريم -
فقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، أي : ولكل قوم داع .
وقال العوفي، عن ابن عباس في تفسيرهما: يقول الله تعالى: أنت يا محمد منذر، وأنا هادي كل قوم، وكذا قال مجاهد، وسعيد بن جبير، والضحاك .
وعن مجاهد: { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } أي: نبي.
كما قال: { وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ } [فاطر: 24] وبه قال قتادة، وعبد الرحمن بن زيد.
وقال أبو صالح، ويحيى بن رافع: { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } أي: قائد.
وقال أبو العالية: الهادي: القائد، والقائد: الإمام، والإمام: العمل.
وعن عِكْرِمة، وأبي الضحى: { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } قالا هو محمد [رسول الله] صلى الله عليه وسلم.
وقال مالك: { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } من يدعوهم إلى الله، عز وجل.
و لا دلالة على ما يزعمه الرافضة من أنَّ هذه الآية فيها بيان لأنَّ الهادِ هو منهم ، والبعض ينص على أنه علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ويستدلون على ذلك بما أخرجه الطبري في تفسيره بسنده قال :
حدثني أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري، حدثنا معاذ بن مسلم بياع الهروي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: لما نزلت: { إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره، وقال: "أنا المنذر، ولكل قوم هاد". وأومأ بيده إلى منكب علي، فقال: "أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي" .
وهذا لا يصح فقد قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره بعد هذه الآية : " وهذا الحديث فيه نكارة شديدة " . تفسير ابن كثير - (ج 4 / ص 434) .
وانظر في ذلك :
الضعيفة للألباني (10-2/535)، زاد المسير لإبن الجوزي (4/307)، لسان الميزان (2/199) و (6/55) .
وهنا نقول : لتعلم – أخي السائل –
أنَّ مكانة علي بن أبي طالب رضي الله غنية عن دجل الرافضة وأكاذيبهم.
فهو رابع الخلفاء وصهر رسول الله –كما ثبتت بالأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرها– كثيرة جداً فرضي الله عنه وأرضاه .
و دأب الرافضة على التمسك بالأحاديث الواهية والموضوعة التي لا تغني من الحق شيئاً قال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
قال ابن تيمية في الفتاوى (13\31):
«فأصل بدعتهم (أي الرافضة) مبنية على الكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم–
وتكذيب الأحاديث الصحيحة. ولهذا لا يوجد في فرق الأمة أكثر كذباً منهم».
هذا ونسأل الله لنا ولكم ولكافة المسلمين بالعلم النافع والعمل المتقبل الصالح